ترجمة الشيخ خالد بن سعود البليهد
الحمد لله رب
العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين وبعد فقد طلب
مني بعض الإخوان كتابة ترجمة رغبة في التعرف علي وقد كنت قبل متحرجا من
ذلك ولكن رأيت من المناسب أن أذكر ما تيسر لأن من حق طالب العلم والمتلقي
أن يتعرف على شيخه ومنهجه ومدرسته العلمية حتى يطمئن في الأخذ عنه. هذا مع
اعترافي بقلة بضاعتي وتقصيري وتطفلي على أهل العلم ولكن عزائي أن لكل زمان
دولة ورجال.
الاسم:
خالد بن سعود بن حماد آل بليهد وينتهي نسب هذه الأسرة إلى قبيلة بني خالد المشهورة.
المولد:
ولد في: (19/4/1385) من الهجرة النبوية. في مدينة الدمام في المنطقة الشرقية للمملكة العربية السعودية.
السيرة العلمية:
انتقل إلى القصيم في
مطلع 1409 وحضر دروس الفقيه المحقق العلامة المتفنن محمد بن صالح العثيمين
رحمه الله في مسجده في عنيزة في علوم متنوعة على فترات أثناء دراسته
الجامعية ، وقد درسه الشيخ كتاب تقريب التدمرية في أروقة الجامعة .
والشيخ ابن عثيمين له طريقة متميزة في تصوير المسائل وعرض الأقوال
ومناقشتها وبيان الرأي الراجح وتقويم الطلاب وإطالة البحث . وكان آية في
المداومة على الدروس والصبر عليها ، وكان من العلماء الربانيين الذين
جمعوا بين العلم والعمل والقدوة الحسنة.
وقد حضر في هذه
الفترة دروس الشيخ العلامة النحوي علي الزامل (سيبويه نجد) رحمه الله في
ألفية ابن مالك في عنيزة وكان آية في حفظ اللغة والشواهد متميزا في عرض
المسائل ومناقشتها. غاية في الأدب والتواضع له هيبة وكان ضريرا.
وقد حضر مجالس للشيخ
الفقيه عبد العزيز المساعد رحمه الله (وهو من أقران الشيخ ابن عثيمين) في
مسجده في عنيزة و كان يشرح زاد المستقنع . وكانت دروسه تمتاز بالتوضيح
والاختصار والسهولة والتنبيه على المآخذ دون الإطالة في البحث . وقد عرف
الشيخ بالتواضع ولين الجانب والسماحة وكان ضريرا.
وقد حضر مجالس في
النحو وغيره للشيخ الورع الزاهد الناسك عبد الله الفالح رحمه الله (وهو من
أقران ابن عثيمين) في عنيزة وكان متفننا في علوم الآلات . وكانت منعزلا
عن الخلق له دروس خاصة ليس من عادته التصدر للتعليم.
وقد استفاد من مشائخ
الجامعة المتنوعين في الفنون خاصة الشيخ المحدث إبراهيم اللاحم فقد لازمه
وأفاد منه في المصطلح والتخريج وعلم علل الحديث ودراسة الأسانيد وقرأ عليه
الباعث الحثيث ومقدمة مسلم وغير ذلك ، والشيخ يمتاز بأسلوب تعليمي توضيحي
رائع قائم على التفكر والاستنتاج ، وهو من أوائل الباحثين الذين تنبهوا
إلى أهمية معرفة منهج الأئمة المتقدمين في التصحيح والتعليل والاحتجاج وقد
وفق في ذلك وله كتب وشروح نافعة تدل على ذلك. وقد جبل الشيخ على حسن الخلق
والرفق وسلامة الصدر والتواضع وازدراء النفس. وقد كتب الشيخ للمترجم له
تزكية خاصة.
وقد درسه الشيخ
الناصح علي اليحيى مقدمة ابن الصلاح في السنة الأولى وكان الشيخ أبا مشفقا
مجتهدا في تدريسه يعتني بنصح الطلاب وتزكية نفوسهم وله وصايا نافعة في طلب
العلم والعناية بالعمل والدعوة وكان لها أثر حسن على الطلاب. وقد كتب
الشيخ للمترجم له تزكية خاصة.
ودرسه بعض أساتذة الأزهر في الجامعة في تلاوة القرآن وتجويده وتفسيره وعلوم القرآن وقرأ عليهم بعض المقدمات المختصرة.
ودرسه في الجامعة
الشيخ علي الجمعة رحمه الله في فقه الحديث وكان الشيخ لطيف المعشر غاية في
التواضع حسن المحاضرة يعتني بالتوجيه وإسداء النصيحة وكان ضريرا.
وفي صيف 1410 سافر
إلى مكة إلى الشيخ العلامة المتفنن في علوم النحو والصرف واللغة محمد بن
صالح الأنصاري التمبكتي ثم المكي رحمه الله وقد لازمه مدة شهرين يقرأ عليه
غالب الوقت في الليل والنهار ختم كتاب أوضح المسالك لابن هشام إلا أبوابا
يسيرة واللامية في الصرف وإعراب سورة البقرة من كتاب التبيان للعكبري ،
وقد كان الشيخ له طريقة حسنة في البحث والمناقشة واسع الصدر دمث الخلق
يأنس جدا بالدرس ولا يمل أبدا وكان أيضا زاهدا مؤثرا الآخرة ناسكا قواما
لليل معظما للسنة شديدا على أهل البدعة ، وقد كانت له دروس عامرة في
المسجد الحرام سنين طويلة في ألفية ابن مالك وغيرها ، وقد أخبرني أنه
حينما هاجر من أفريقيا إلى الحجاز عرض عليه أعمال وولايات في مناطق أخرى
من المملكة فآثر مجاورة البيت والسكنى في مكة أسأل الله أن يجزيه خير
الجزاء.
وفي هذه الفترة كان
معجبا جدا بطريقة تدريس الشيخ الفقيه العلامة عبد الله البسام لمتن زاد
المستقنع في الحرم المكي وكانت تذاع في الإذاعة فقصد مكتبة الحرم الكائنة
في حي المنصور وبذل جهدا في التنقيب عن أشرطة الدروس واستنساخها لعدة أيام
وبحمد الله وجد الشرح كاملا إلا أبوابا يسيرة ثم عكف عليها عدة أشهر
وأتقنها. وأسلوب الشيخ يمتاز بالتسهيل والتقريب لمسائل المتن مع التنبيه
على الأصول والمآخذ بعبارة مختصرة والعناية بتصوير المسائل وتوضيحها مع
الإشارة إلى القول الراجح دون إطالة البحث في الخلاف والتحقيق. وهو مسلك
لطيف مناسب لصغار الطلبة والمتوسطين.
وقد رزق المترجم له
في مرحلة الطلب بالقصيم بثلة من طلاب العلم المجتهدين المتفننين في علوم
متنوعة كان يذاكرهم وينتفع بهم يفتحون له مغاليق العلم والمشكل منه ، ومن
أبرزهم وأذكاهم الشيخ الحكيم عبد الله بن علي القبيسي التميمي البدائعي
نفع الله به.
ثم حصل على بكالوريوس الشريعة وأصول الدين من جامعة الإمام محمد بن سعود فرع القصيم في مطلع 1413.
ثم انتقل إلى الرياض
وقد لازم في الرياض الدروس المسائية للشيخ الإمام ابن باز إلا ما ندر منذ
انتقاله إلى أن توفي الشيخ رحمه الله في كتب كثيرة وعلوم متنوعة ، وقد
كانت مجالس الشيخ يظهر فيها الإتباع والورع والأدب والخشية وتعظيم السنة
كأنها مجالس أئمة السلف في صدر الإسلام ، وقد كان الشيخ حسن الخلق سريع
التأثر عظيم النصح للأمة شديد التواضع يمزج العلم بالوعظ والتوجيه مربيا
عظيما ، وكانت دروسه حافلة بالمشائخ والطلاب الكبار.
وحضر دروس الشيخ
العلامة الفقيه صالح الفوزان حفظه الله في كتاب التوحيد وعمدة الأحكام
وزاد المستقنع وغير ذلك. والشيخ له طريقة حسنة في تقريب العلوم وتوضيح
المسائل وله عناية فائقة في تقرير التوحيد والرد على المخالفين وله غيرة
ظاهرة على السنة. والشيخ يسلك مسلك أئمة الدعوة النجدية ويسير على
طريقتهم. وله منهج حسن في الفتوى.
وحضر جملة من دروس الشيخ العلامة ابن جبرين في كتاب منار السبيل وعمدة الأحكام. والشيخ كان آية في التواضع والجود بالعلم وبذل النصيحة والتجرد من حظوظ الدنيا والتفرغ لتعليم الخلق والصبر عليهم.
وحضر دروس الشيخ
العلامة عبد الرحمن البراك حفظه الله في كتاب العقيدة الواسطية والعقيدة
التدمرية وكتاب التوحيد وشيئا من كتب السنة والفقه وناقشه وسأله في مسائل
متنوعة ، والشيخ كثير الفكرة والتأمل في كلام العلماء يعتني بإيضاح
الإشكالات ودرء التعارض ، وله عناية متميزة في علم الاعتقاد وكتب الشيخ
تقي الدين ابن تيمية رحمه الله.
ولقي عددا من
المشائخ الفضلاء منهم عبد الرزاق عفيفي وحمود التويجري وصالح اللحيدان
وعبد المحسن العباد وصالح البليهي وعبد الله بن غديان وإسماعيل الأنصاري
وقد أجازه بكل مسموعاته وثبته.
الكتب:
1- زبدة الكلام في شرح كتاب الصيام من عمدة الأحكام.
1- مفهوم الإيمان بين أهل السنة ومخالفيهم. لم ينشر.
2- مختصر جامع الترمذي. لم ينشر.
3- المعاني الشرعية في الأربعين النووية. لم يكمل بعد.
4- حاشية على الروض المربع. مسودة.
5- إيضاح مسائل العربية على الآجرومية. لم ينشر.
6- شرح رسالة فضل علم السلف على علم الخلف. لم ينشر.
7- خلق المرأة المسلمة.
8- أحاديث اجتماعية.
9- الفتاوى النسائية.
حرر في يوم الخميس الموافق ( 3/ 8/ 1430) في مدينة الرياض.